تأخرت كثيرا فى أن أكتب عن غزة
حاولت حتى تجاهل الموقف
التشاغل بالفرعيات
امتعضت كثيرا من الهجوم على مصر
حتى لدهشتى الشخصية انفعلت لاتهام مبارك بالعمالة
أى شىء يشغلنى عن القضية
عن حجم العجز ، الألم ،الهزيمة،الضعف
كل ما هو مؤلم
مرارة فى الحلق تصيبنى مع كل لقمة
يتزايد احتقارى لنفسى كلما بالغت فى التماس الدفء
اشتكى من الصداع الذى لا يضيعه المسكن المعتاد
أتذكر من لا يجدون الطعام و لا المأوى و لا يجدون دواءا لجراحهم
خزلناهم
خزلهم ضعفنا
و أيضا غبائهم
أعلم ان كل ما اردده من مبررات واقعيه لوضعنا المخزى
تبدو عقلانية مقنعة حقا
المؤامرة الدولية
قوة اسرائيل
مساعدة امريكا
خنوع زعمائنا
و لكن فجأة واجهت نفسى
و أين أنا مما حدث؟
هل أفكر فيهم حقا؟
هل أتألم حقا؟
أم اعتدت المنظر؟
كثرة الحزن تعلم البكا
صحيح
و لكن الدمع جف من زمن
و تركنا فى حالة من الخمول لا نعرف لنا هوية
و لا تهزنا مشاهد القتل
نصتنع التأسى
و الصوت داخلنا يقول ليس بجديد
نثور و نسب و نلوم هذه و تلك
و لم نفعل شيئا حتى و لو لتحسين أنفسنا
فى انتظار يوم يكتب لنا فيه الفعل
نبحث عن تسلية و نفتش عن الضحك
و صلاح الدين خاصم الابتسام حتى يحرر الأقصى
ادرى أن النواح و جلد الذات لن يغير شىء
و أن هذا وقت الفعل لا الحديث
و ان انتظار صلاح الدين سيطول
و لكنى لا أجد بدا من انتظار هذا اليوم........................................